مقال: الذكاء وحده لا يكفي! | علم النفس

مقال: الذكاء وحده لا يكفي! | علم النفس


قراءة منشورات في مدوّنة علم النفس ، الذكاء وحده لا يكفي! : ..

الذكاء وحده لا يكفي!:


 
اضغط هنا للاشتراك بتطبيق كل يوم حكمة


أنت لست نابغة   ولم تحصل على تقدير ممتاز عند التخرج   ولم يسكن اسمك قط في قائمة الموهوبين دراسياً .. ؟؟   لا عليك .. أنا مثلك تماماً يا صديقي !!       وفوق هذا كنت وحتى وقت قريب أرى أن الأذكياء فقط هم السعداء ، وأنهم لا غيرهم من يحق لهم الارتقاء الوظيفي ، والحصول على السيارة الفارهة والمسكن الواسع ، والزوجة المخلصة الوفية !!   لكنني وبقليل تأمل وتدبر ، علمت كم كنت واهماً مخدوعاً .   فكم من نابغة ضاع نبوغه أمام ضعف همته ، وكم من عبقري وأدت عبقريته خسة الطموح .   كثر هم الأذكياء الذين تحاصرهم التعاسة ، ويقوضهم الخوف والرهبة .   وكم من متواضع في الذكاء ، لكنه بارع في تواصله مع الناس ، متميز في إقامة جسور المودة والحب مع الآخرين ، يمتلك من الإصرار والعزيمة ما يجعله لا يهدأ باله بعد أن يحقق ما يصبو إليه ، وهؤلاء - لا غيرهم - هم الناجحون والسعداء حقاً .   تأملت في سير الناجحين فوجدتهم مختلفين في القدرات العقلية ، فهناك النابغة وهناك متواضع الذكاء ، لكنهم يشتركون جمعياً في مجموعة صفات أو عادات لا تتغير وهي المثابرة والكفاح والعزيمة والإصرار وتنظيم الوقت . حينها تأكدت أن النجاح ليس انعاكساً للموهبة وإنما هو بالالتزام بمنظومة الصفات سالفة الذكر .   وما أكثر الموهوبين الفاشلين ، والأذكياء التعساء - على حد قول د.عبد الكريم بكار - ، وتأملوا تروا كيف أن الذكاء لا ينفع من لا يملكون سواه ، وتأملوا أكثر لتتأكدوا أن قليلاً من الذكاء مع كثير من الكفاح يساوي الكثير والكثير .   أديسون الذي أضاء العالم يوقظ كل خامل كسول بقوله ( النجاح ليس نتاج موهبة فذة ، إنه إن شئنا 99 % عرق جبين ، 1 % موهبة وإبداع ) ، إن من يظنون أن الومضات الذهنية هي أصل النجاح والتفرد واهمون ، والذين يرجعون خيبتهم لتواضع ذكائهم يلقون بفشلهم على صروف الدهر ، ويهربون من العمل والجهد .   أضف إلى ذلك مسألة في غاية الأهمية وهي أن الدرجات التعليمية لم تعد تحدد مستقبل الإنسان ، ففي دراسة قام بها هوارد جاردنر - من جامعة هارفارد الأمريكية - عارض فيها بشدة أن يكون معامل الذكاء IQ هو المؤشر المعتمد في نبوغ المرء وذكائه ، وقال بأن الذكاء الذي نعرفه هو نوع واحد فقط من منظومة أسماها ( الذكاء المتعدد ) والتي تحتوي على أحد عشر نوعاً من الذكاء منها ( البصري - الحركي - اللفظي - الاجتماعي - الجسماني ...) وأكد على أن موزارت الموسيقي العبقري كان ضعيفاً من الناحية الأكاديمية لكنه كان رائعاً من الناحية الفنية ، فهل يمكننا أن ننعته بقلة الذكاء ؟ !.   وفي دراسة جرت في الولايات المتحدة الأمريكية ثبت من خلالها أن الربح والفعالية لا يتم تحصيلهم فقط من خلال الشهادات العلمية أو التميز الدراسي .   ذكر هذا الأمر بريان تراسي في كتابه - Getting Rich your own Way- وقال ثبت أن الذكاء الاجتماعي - وهو القدرة على التواصل الجيد مع الناس - هو أكثر أنواع الذكاء تحقيقاً للربح والفاعلية في الولايات المتحدة الأمريكية ، يأتي بعده الذكاء التجاري - وهو القدرة على رؤية الفرص لخلق منتجات أو خدمات يريدها الناس ويحتاجونها ويمكن أن يتم بيعها مع تحقيق ربح معين - وهذان النوعان من الذكاء لا يمكن قياسهما عبر مختبر أو معامل الذكاء.   هذه الأبعاد والأطروحات الجديدة للذكاء أعطت المجال للمرء أن يفتش جيداً عن مساحة من التفوق والتميز ، ليس فقط في المجال الدراسي أو العلمي والذي عشنا ردحاً من الزمن نؤمن أنه فقط هو طريق النجاح ، وإنما عن طريق طرق أخرى وآفاق جديدة .. لا تقل لست ذكياً ، ولا تتعلل بالشهادة العلمية ، أو المؤهل الدراسي .   فما دمت تمتلك الفكرة والعزيمة والإصرار اللا متناهٍ ، فأنت تمتلك الكثير ...   إشراقة:   الذكاء وحده لا يكفي ، فإن إبليس كان ذكياً ولكن شهوته غلبته ، والله لا يقبل امرءاً خسيساً مهما كان عقله .
حكمة اليوم:

فيديوهات

أشهر الفيديوهات:

علم النفس:

المزيد ...

مدوّنات الجانب الشخصي:

المزيد ...

مقالات و مدوّنات أخرى: